قدح ماء . . بقلم المستشار المهندس علي الزويلف
يحدث أنني متواجد في مشهد أو حدث ما في بيئة العمل ، في كثير منها كنت شخصًا مراجعًا ، وفي بعضها مديرًا مسؤولاً في مؤسسة ، فأتفاجأ بحدوث مشكلة عمل إدارية أو فنية ، ويدخل الجميع في إنذار ، ويرتفع الأدرينالين في الجسم فيزيد بدوره من سرعة ضربات القلب ورفع ضغط الدم ، وتجد أن البعض يسارع حرصًا في حلها بردود فعل آنية ، ومنهم من يتصرف معها بدبلوماسية ، فيغض النظر ( يتجاوزها ) ، أما الأخير فإنه يجد في الهروب حل للمشكلة . وبين الاستجابة السريعة والتغاضي أو الهروب يكون الخلل ! لماذا ؟ ومن أين يأتي ؟ إنه نصف قدح الماء الفارغ .
إن الحلول للمشاكل والتحديات مرتبطة مع التحليل للمشكلة ، وايجاد الحل الامثل يبدأ بكيفية نظرك الى القدح ؟ ( نصفه فارغ أم لا يزال نصفه ممتلئ ) بتعبير أخر إنه التحليل الايجابي لمواجهة المشاكل في العمل ، وأنه لمن المهم أن نكون مجهزين للتعامل مع هذه المشكلات بطريقة فعالة حيث يعد التفكير والتحليل الإيجابي واحدًا من الأساليب المفيدة لمواجهة المشاكل وادراك حلولها كذلك هو يساعد على تحويل هذه التحديات إلى فرص للتعلم ومن ثم النمو.
في البداية ، وقبل كل شيء، يجب علينا أن نتقبل وجود المشكلة وندرك أنها جزء لا يتجزأ من عملنا ويكون من الأفضل أن نتعامل معها بأسلوب هاديء ومن منظور إيجابي، بدلاً من الانزعاج أو القلق الزائد، فعندما نتقبل الواقع ونتعامل مع المشكلة بروح إيجابية فاننا نكون أكثر قدرة على التفكير الواعي واستخدام قدراتنا الذهنية بشكل ناجح وفعال .
بعدها علينا التحليل الشامل للمشكلة فعندما نفهم الأسباب الجذرية لها والعوامل المؤثرة فيها ، يصبح من الأسهل اتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب عليها .
وبدلاً من الانغماس في السلبية يجب علينا تطوير حلول إبداعية ومبتكرة للتغلب على المشكلة بأستخدام التحليل الإيجابي لاستكشاف الفرص المختلفة المتاحة لنا للتغلب على هذه التحديات .
فلا تنسى دومًا : أن قدح الماء لا يزال نصفه ممتلئًا .