مملكة الإنسان العجيبة
( وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر )
قال تعالى : ( وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )
وقال تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )
وقال تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا )
وقال تعالى : ( يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ )
كل ما تَفرّق في العالم الأكبر ( سوف ) تجده في هذا العالم الأصغر ( الإنساني ) من ملك وملكوت : النماء في العالم الأكبر سوف نجده كذلك في الإنسان ( كـالشعر والأظفار ) فهي تنمو باستمرار ، وكما أن في العالم الأكبر ماء مالحًا ، وعذبًا وزعاقًا ومرًا ، وكل ذلك موجود في العالم الأصغر (الإنسان ) ، فالمالح في عينه والزعاق في منخره والمر في أذنه والعذب في فمه .
وكما أن في العالم الأكبر تراب وماء وهواء ونار ؛ ففي الإنسان نفسها بالضبط لأنها من مكونات خلق العالم الأصغر ( الإنسان ) العناصر الطبيعية الاربعة .
وكما أن في العالم الأكبر هناك الريح الشمالية والجنوبية والصب والدبور ؛ ففي الإنسان أربعة قوى الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة . وكما أن في العالم سباع وشياطين وبهائم ؛ كذلك في العالم الأصغر ( الإنسان ) يوجد فيه الافتراس والقهر والغلبة والغضب والحقد والحسد والفجور والأكل والشرب والنكاح والتمتع .
وكما أن في العالم الأكبر ملائكة بررة وسفرة ؛ كذلك في العالم الأصغر ( الإنسان ) الطهارة والطاعة والاستقامة . وكما في العالم الأكبر هناك ما يظهر وما يخفى ؛ كذلك في العالم الأصغر ( الإنسان ) له ظاهر وباطن عالم الحس وعالم القلب فظاهره ملك وباطنه ملكوت . وكما أن العالم الأكبر سماء وأرض ؛ كذلك للعالم الأصغر ( الإنسان ) علو وسفل .
-
القوة الجاذبة : هي القوة تجذب الطعام
-
القوة الماسكة : هي القوة التي تمسكه
-
القوة الهاضمة : هي القوة التي تهضمه
-
القوة الدافعة : هي القوة الدافعة لما تبقى منه للخارج