حكى لي صديق يعمل في إحدى الجهات الحكومية ، أنه في أمسية تخص الدائرة التي يعمل بها اجتمع أغلب مدراء الأفرع ونوابهم وبعض كبار الموظفين.‬

‪فقد كانت الإدارة العليا تستعرض إنجازات السنة ، وتحفز الفرق الفائزة بالجوائز وتحثهم على الاستمرار على هذا النهج الإبداعي ، كما كان هناك غرض جميل من هذا التجمع ألا وهو : عرض رؤية الدائرة للسنة القادمة وما هو التصور لها وبعض المهام والأهداف التي تطمح الدائرة لتحقيقها تماشيًا مع الاستراتيجية العامة للحكومة‬ .

‪وفي خضم هذه الأجواء المفعمة بالتحفيز – يقول لي صديقي- أخذ بعض المدراء ينتقدون أحد النواب التنفيذيين ، وكان نقدهم بأنه لا يملك الحس الإداري ولا يعرف إدارة العمليات التشغيلية أو كفية التخطيط لها ، مما يؤثر سلبًا على تقدم الفريق الذي يعمل معه وانتاجيته .  و بالمصادفة  كان على نفس الطاولة مدير هذا النائب ويسمع الحوار والجدال حول نائبه فحاول الدفاع عنه وعن أدائه لكن باغته أحد المدراء قائلًا : هذه ورقة بيضاء واتحداك لو يعرف كيف يكتب خطه تشغيلية أوخطه استراتيجية لأدارته.

‪هنا كانت إجابة مديره المباشر مفاجئة للجميع : ” لكنه طيب ولا يضر أحد أنتم لا تعرفونه عن قرب “‬ ” .

‪هنا سكت الجميع وهموا بالمغادرة واحدًا تلو الآخر.

‪هذه القصة حفزتني لتذكر قصة سيدنا موسى علية السلام مع بنات النبي شعيب عليه السلام حينما سقى لهما وما قالتا لوالدهما عن سيدنا موسى عليه السلام ، بسم الله الرحمن الرحيم : ” قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”

‪أعتقد . . لقد لخصت البنت كل معايير الاختيار للموظفين بهاتين الكلمتين‬ .

 “القوي” أي لابد في التوظيف أن يكون الشخص قوي في تخصصه ، يفهم في عمله، يعرف كل تفاصيله ، ومبدع فيه ، أي لو أرد ت أن تعين مدير فلابد أن يكون ملمًا بكل ما يتعلق بالعمل الإداري والقيادي ومبدع ويعرف كيف يسوق لنفسه.‬

” الأمين ” وهي الصفة الأخرى المهمة في المدير أو أي شخص يتقلد منصب قيادي أن يكون أمينًا وغير فاسد وغير متحيز وعادل  .

‪وهنا نستنتج من القصة أن اختيار هذا المدير لنائبه لم يكن من خلال معاير صحيحة !!

‪فماذا سيستفيد الموظفين وفريق العمل من الشخص الطيب !! لأنهم في العمل سيحتاجون لشخص يديرهم ويعلمهم ويقودهم للنجاح بعدالة وإنصاف وتحفيز‬

‪ومضة \ القوة العلمية والخبرة والأمانة هم أساس النجاح س. س‬

‪تذكر \ اختيار موظف غير كفؤ . . هذا فساد إداري س. س

بقلم : سلطان النعيمي

‪مدرب في الادارة وعلم القيادة ‬