WhatsApp Image 2025-08-21 at 2.18.04 PM

بوصلة الأسرة الحديثة .. كيف نعيد التوازن في زمن الشتات بقلم المستشارة سلوى آل رحمه

بوصلة الأسرة الحديثة : كيف نعيد التوازن في زمن التشتت ؟

في زمن لم تعد فيه الجلسة العائلية يومية ، ولا مائدة الطعام كاملة، ولا الحديث الصادق متاحًا دون انشغال أو مقاطعة ، تاه الكثير منّا عن مركز الجاذبية الذي كنا نعود إليه بعد كل تعب : الأسرة .

صارت البيوت مأهولة … لكنها غير مألوفة . فيها الأهل … لكن بلا ألفة . والسبب ببساطة ، البوصلة انكسرت . بوصلة الأسرة الحديثة لم تعد تشير إلى “الدفء” ، بل إلى “النجاة الفردية” . كل فرد فيها منشغل بحياته ، بتحدياته ، بشاشته ، بهروبه .

في هذا المقال ، نحاول معًا إعادة ضبط الاتجاه … لنرى كيف يمكن للأسرة أن تعود مركزًا لا مرآة مشوشة .

ما الذي غيّر الأسرة ؟

لم يعد التغير محصورًا في تطور الزمن . نحن نعيش عصر التحول السريع جدًا : تحوّل في القيم ، في التكنولوجيــــــــــا ، في مصادر التأثير . الهواتف الذكية أصبحت جدرانًا صامتة داخل البيوت . منصات التواصل تُملي علينا الحوار والذوق وحتى اللباس . المدارس لم تعد قادرة وحدها على غرس القيم ، والإعلام لم يعد مرآة للعائلة … بل منافسًا لها . النتيجة . . أسرة تعيش تحت سقف واحد … لكنها تنتمي لعوالم مختلفة .

ورشة “بوصلة الأسرة الحديثة” : لحظة مواجهة وشفاء

حين بدأنا الورشة ، طرحت سؤالًا واحدًا على الحضور : “متى كانت آخر مرة ضحكتم كعائلة بلا هواتف ؟” وكان الصمت أقسى إجابة ! . ورشة بوصلة الأسرة لم تكن مجرد توجيه أو إلقاء حلول نظرية . كانت غرفة علاج جماعي ، لكل أم تشعر بالإرهاق ، لكل أب ضائع بين الإنفاق والانفصال العاطفي ، لكل مراهق يفتش عن نفسه في عالم لا يرحم .

فتحنا مساحات للحديث عن التربية الواعية ، عن التناقض بين ما نقوله وما نعيشه ، عن السلطة الأبوية التي تحوّلت إلى صراخ دون حضور ، وعن دور الأبناء أنفسهم في هذا التشتت .

الأسرة ليست شكلًا اجتماعيًا … بل بيئة نفسية

الأسرة ليست فقط من يسكن معنا… بل من يمنحنا الأمان . الأمان العاطفي ، التعبيري ، الفكري . عندما يخاف الطفل أن يعترف بخطئه … فالبوصلة مكسورة . عندما تصمت الزوجة خوفًا من رد الفعل … فالبوصلة ضائعة . عندما يشعر الأب أنه غريب في منزله … فثمة خلل يجب إصلاحه . الأسرة ليست مؤسسة للتوجيه فقط ، بل للتواصل ، للفهم ، للتسامح ، وللنمو المشترك .

مظاهر انحراف البوصلة الأسرية

  • الحوار تحوّل إلى تحقيق .
  • الوقت العائلي أصبح رفاهية لا عادة .
  • المقارنة بين الإخوة أصبحت أسلوبًا تربويًا خاطئًا .
  • الخصوصية غائبة ، إما سيطرة أو تجاهل .
  • الأب مشغول ، الأم مرهقة ، والابن منعزل … والكل يظن أنه وحده الضحية .

    كل هذه مؤشرات ، لا على فشل الأسرة ، بل على حاجتها لإعادة تموضع .

كيف نُعيد ضبط البوصلة ؟

  1. استعادة الحوار الحقيقي : وليس فقط “كيف كان يومك ؟ ” بل “كيف تشعر ؟” و“ماذا تحتاج ؟
  2. إعادة توزيع الأدوار : ليس كل شيء على الأم ، ولا كل الحسم للأب ، ولا كل البر على الابن .
  3. تقدير الجهد لا النتائج : مدح المحاولة حتى لو فشل الطفل ، وتفهّم التعب حتى لو لم يُنجز الأب كل شيء .
  4. زراعة الأمان : الطفل لا يحتاج بيتًا فخمًا ، بل حضنًا صادقًا .
  5. إطفاء الشاشات لساعة يوميًا : ساعة واحدة قد تُعيد ما فقدته شهورًا من الاغتراب الأسري .

قصص من الورشة : حين بكت الأمهات وتكلم الآباء

إحدى الأمهات قالت : “أنا أطبخ ، أنظف ، أوصلهم المدرسة … لكن لا أحد يكلّمني !” ، وأب اعترف : “أنا أحضر جسديًا ، لكني غائب ذهنيًا ، والنتيجة أن ابني لا يستشيرني في أي شيء .” ومراهقة قالت : “أمي تعتقد أنها تعرفني لكنها لا تعرف أني أُنهك كل ليلة من المقارنات والمثالية .” الورشة كانت كاشفة … صادقة … عميقة . ولم يكن الهدف لوم أحد ، بل فهم الجميع أن كل فرد في الأسرة “يحتاج” ، لكن لا يعرف كيف يُعبّر .

الأسرة الحديثة … مشروع جماعي يحتاج صيانة دورية

كما نحدث تطبيقات هواتفنا ، نحتاج تحديث طرقنا في التواصل . كما نصلح أعطال السيارة فورًا ، نحتاج إصلاح الخلافات قبل أن تتعفن . الأسرة لا تُترك على “الوضع التلقائي” . بل تحتاج متابعة ، تواصل ، مرونة ، وإيمان بأن الحب لا يُفترض … بل يُعبّر عنه يوميًا .

 

هل شعرت يومًا أن أسرتك ضائعة الاتجاه رغم وجودها؟

أدعوك لمشاهدة ورشة «بوصلة الأسرة الحديثة» التي قدمت فيها أكثر المواقف الصادقة ، والحلول القابلة للتطبيق .

ورشة تعيدك إلى جوهر العلاقة الأسرية … وتمنحك الأدوات لإعادة البناء .

  رابط المشاهدة : [https://youtu.be/lYemO0c-LAU]

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin

مقالات

يدًا بيد نحتفي بالخمسين – يوم المرأة الإماراتية بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
خارطة الإصرار .. كيف تصنع طريقك وسط العواصف بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
بوصلة الأسرة الحديثة .. كيف نعيد التوازن في زمن الشتات بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
رسائل لابني وابنتي .. بقلم المستشارة هبة محمد عبد الرحمن
الصمت ليس حلاً . . حين يكون الكلام إنقاذًا لا مواجهة بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
Slider

الأخبار

بوسيتيف مايند للتدريب المهني والإداري – أحد أفضل مراكز التدريب في دبي
بوسيتيف مايند تطلق منصاتها للاستشارات الشخصية والمهنية والهندسية
جامعة أم القيوين وبوسيتيف مايند يوقعان اتفاقية تعاون مشترك
المجلس الرمضاني الأثر المستدام للوالد المؤسس بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني
Slider

الرسائل الإيجابية

علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
Slider