“يدًا بيد… نحتفي بالخمسين بروح المرأة السنافية”
✨ خمسون عامًا من التمكين والعطاء . .
من رؤية الشيخ زايد “طيب الله ثراه” إلى رعاية أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله”، سطّرت المرأة الإماراتية قصة نجاح لا تشبه أحدًا .
يوم المرأة الإماراتية ليس مجرد احتفال ؛ إنه استحضار للقيم ، للأخلاق ، والأصالة التي جعلت من ابنة الإمارات قدوة في العلم والعطاء والهوية .
الإمارات . . “خمسون عامًا بوصلة المرأة الإماراتية نحو المجد”
يأتي يوم المرأة الإماراتية هذا العام بخصوصية استثنائية ، إذ يتزامن مع مرور خمسين عامًا على تأسيس الاتحاد النسائي العام ، تلك المؤسسة التي شكّلت اللبنة الأولى لمسيرة التمكين التي نعيش ثمارها اليوم . ولم يكن لهذه المسيرة أن تترسخ لولا الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” ، رفيقة العطاء للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” .
لقد آمنت سموها منذ البدايات أن المرأة ليست مجرد نصف المجتمع ، بل قلبه النابض وعقله المفكر ، فسخّرت جهودها لتعزيز مكانة المرأة الإماراتية والخليجية والعربية على حد سواء ، حتى غدت نموذجًا عالميًا للنجاح والتحدي والعطاء الإنساني .
إن أهمية هذا اليوم لا تكمن في المظاهر الاحتفالية أو الندوات المكررة أو التكريمات البروتوكولية ، بل في إعادة اكتشاف جوهر المناسبة ؛ وهو استحضار القيم والسلوكيات والأخلاق الأصيلة التي ميّزت المرأة الإماراتية عبر العقود . فالمرأة السنافية في عرفنا الشعبي ، هي صاحبة الحشمة والقوة والعطاء ، التي تبني بيد وتربّي بيد أخرى ، محافظة على هويتها الإماراتية والإسلامية ، لتبقى مكرمة في وطنها ومحترمة في العالم كله .
اليوم ، وبعد خمسين عامًا من العمل المؤسسي والتمكين ، تقف المرأة الإماراتية في الصفوف الأمامية : طبيبة تنقذ الأرواح ، قائدة تصنع القرارات ، عالمة تخترع الحلول ، وأمًّا تربي أجيالًا تحفظ الأمانة . إننا نحتفي بها لا من باب المباهاة ، بل من باب الاعتزاز بمسيرة تشكّل نموذجًا إنسانيًا فريدًا يستحق أن يُروى للعالم أجمع .
إن شعار هذا العام : “يدًا بيد . . نحتفي بالخمسين” ليس مجرد كلمات ، بل رسالة واضحة : أن مسيرة المرأة الإماراتية ليست محطة عابرة ، بل هي عهد جديد لمواصلة البناء والحفاظ على الهوية ، لتظل شريكة في صناعة مستقبل الوطن ، كما كانت دائمًا شريكة في نهضته منذ البدايات .
وقفة تأمل في رحلة الخمسين
حين نحتفي بيوم المرأة الإماراتية ، ليس الأمر مجرد صفحة في أجندة الاحتفالات ، ولا مهرجانات صاخبة تنتهي مع آخر تصفيق . إنما هو وقفة تأمل عميقة في رحلة خمسين عامًا صنعت فيها المرأة الإماراتية بصمتها في التاريخ ، وأعادت رسم ملامح الهوية ، لا بالكلمات المنمقة ولا بالشعارات البرّاقة ، بل بالفعل ، بالسلوك ، وبالعطاء الصادق الذي لا ينضب .
وهنا لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال عند أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” ، رفيقة درب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” . لقد كانت وما زالت رمزًا للعطاء ، وراعية لمسيرة المرأة ، ومُلهمة الأجيال بقوتها وحنكتها وإيمانها بأن المرأة شريك حقيقي في بناء الوطن .
لقد قدّمت سموها نموذجًا عالميًا نادرًا ، تجاوز حدود الإمارات ليصل إلى الخليج والعالم العربي والدولي ، حتى أصبحت مدرسة في القيادة الإنسانية ، وصورة مشرقة للنجاح والتحدي والعطاء اللامحدود .
جوهر المناسبة
الاحتفال هذا العام يتزامن مع مرور خمسين عامًا على تأسيس الاتحاد النسائي العام ، المؤسسة التي قادتها أم الإمارات بحكمة ورؤية ، لتكون منارة لتمكين المرأة وتعزيز مكانتها . ومن خلالها أعدنا صياغة مفهوم المرأة ، ليس كعنصر تابع ، بل كركيزة حضارية وأخلاقية وعلمية .
المرأة الإماراتية : صورة حضارية لا تشبه أحدًا
بفضل الدعم المستمر من سمو الشيخة فاطمة ، لم تعد المرأة الإماراتية مجرد مشاركة صامتة ، بل أصبحت قائدة ، ووزيرة ، وطبيبة ، ومخترعة ، وعضوًا مؤثرًا في المحافل الدولية .
كل ذلك لم يأتِ على حساب الهوية أو الأخلاق أو القيم ، بل جاء متسقًا مع الحشمة والأصالة والقوة السلوكية التي تُميز المرأة الإماراتية .
الدروس التي يجب أن نستخلصها
-
ليست المناسبة للزينة أو الشهرة : فالمرأة الإماراتية لا تحتاج إلى تكريمات شكلية ، بل إلى تمكين يعكس قيمها وهويتها .
-
الأهمية في إعادة بناء المشهد السلوكي : أن تظهر المرأة الإماراتية كما أرادتها أم الإمارات – قدوة في الأخلاق والعلم والعطاء .
-
العلم والعطاء أساس الوجود : نصف قرن من التعليم والتمكين جعلها نموذجًا عالميًا للمرأة القادرة على التغيير .
-
الحفاظ على الهوية خط الدفاع الأول : الدعم الكبير من القيادة وأم الإمارات جعل المرأة الإماراتية تعيش الانفتاح دون أن تفقد أصالتها .
ما بين الماضي والمستقبل
قبل خمسين عامًا ، كانت الخطوة الأولى صعبة ، لكن بفضل رؤية المغفور له الشيخ زايد ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، صار الطريق معبّدًا . واليوم ، وبعد خمسين عامًا ، نجد أنفسنا أمام أجيال من النساء الإماراتيات اللواتي يُكملن المسيرة بثبات ، يحملن رسالة الوطن ، ويثبتن للعالم أن الأصالة والحداثة يمكن أن تلتقيا في امرأة واحدة هي : “المرأة السنافية” .
دعوة صريحة لإعادة المشهد الحضاري
يوم المرأة الإماراتية ليس احتفالًا مكررًا ، ولا مناسبة لالتقاط الصور وتوزيع الدروع . إنه موعد مع الذاكرة والهويــــــــة ، مع الأخلاق والقيم التي صنعتنا ، ومع رؤية أم الإمارات التي أعطت بلا حدود لتبقى المرأة الإماراتية عنوانًا للأصالة والتقدم معًا .
وإن شعار هذا العام : “يدًا بيد . . نحتفي بالخمسين” ، يجب أن يكون دعوة صريحة لإعادة رسم صورة المرأة الإماراتية في المشهد الحضاري :
امرأة سنافية ، أصيلة ، متعلمة ، مؤثرة ، تقود بخطوات ثابتة ، وتُعلّم الأجيال أن التقدم لا يعني أن نفقد أنفسنا ، وقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا ، بل أن نكتشفها من جديد . “يدًا بيد … نحتفي بالخمسين ، ونكتب فصولًا جديدة من قصة لا تنتهي .”