يوم المرأة الاماراتية

يدًا بيد نحتفي بالخمسين – يوم المرأة الإماراتية بقلم المستشارة سلوى آل رحمه

 “يدًا بيد… نحتفي بالخمسين بروح المرأة السنافية”

خمسون عامًا من التمكين  والعطاء . .

من رؤية الشيخ زايد “طيب الله ثراه” إلى رعاية أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله”، سطّرت المرأة الإماراتية قصة نجاح لا تشبه أحدًا .

يوم المرأة الإماراتية ليس مجرد احتفال ؛ إنه استحضار للقيم ، للأخلاق ، والأصالة التي جعلت من ابنة الإمارات قدوة في العلم والعطاء والهوية .

 

الإمارات . . “خمسون عامًا بوصلة المرأة الإماراتية نحو المجد”

يأتي يوم المرأة الإماراتية هذا العام بخصوصية استثنائية ، إذ يتزامن مع مرور خمسين عامًا على تأسيس الاتحاد النسائي العام ، تلك المؤسسة التي شكّلت اللبنة الأولى لمسيرة التمكين التي نعيش ثمارها اليوم . ولم يكن لهذه المسيرة أن تترسخ لولا الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” ، رفيقة العطاء للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” .

لقد آمنت سموها منذ البدايات أن المرأة ليست مجرد نصف  المجتمع ، بل قلبه النابض وعقله المفكر ، فسخّرت جهودها لتعزيز مكانة المرأة الإماراتية والخليجية والعربية على حد سواء ، حتى غدت نموذجًا عالميًا للنجاح والتحدي والعطاء الإنساني .

إن أهمية هذا اليوم لا تكمن في المظاهر الاحتفالية أو الندوات المكررة أو التكريمات البروتوكولية ، بل في إعادة اكتشاف جوهر المناسبة ؛ وهو استحضار القيم والسلوكيات والأخلاق الأصيلة التي ميّزت المرأة الإماراتية عبر العقود . فالمرأة السنافية في عرفنا الشعبي ، هي صاحبة الحشمة والقوة والعطاء ، التي تبني بيد وتربّي بيد أخرى ، محافظة على هويتها الإماراتية والإسلامية ، لتبقى مكرمة في وطنها ومحترمة في العالم كله .

اليوم ، وبعد خمسين عامًا من العمل المؤسسي والتمكين ، تقف المرأة الإماراتية في الصفوف الأمامية : طبيبة تنقذ الأرواح ، قائدة تصنع القرارات ، عالمة تخترع الحلول ، وأمًّا تربي أجيالًا تحفظ الأمانة . إننا نحتفي بها لا من باب المباهاة ، بل من باب الاعتزاز بمسيرة تشكّل نموذجًا إنسانيًا فريدًا يستحق أن يُروى للعالم أجمع .

إن شعار هذا العام : “يدًا بيد . . نحتفي بالخمسين” ليس مجرد كلمات ، بل رسالة واضحة : أن مسيرة المرأة الإماراتية ليست محطة عابرة ، بل هي عهد جديد لمواصلة البناء والحفاظ على الهوية ، لتظل شريكة في صناعة مستقبل الوطن ، كما كانت دائمًا شريكة في نهضته منذ البدايات .

وقفة تأمل في رحلة الخمسين

حين نحتفي بيوم المرأة الإماراتية ، ليس الأمر مجرد صفحة في أجندة الاحتفالات ، ولا مهرجانات صاخبة تنتهي مع آخر تصفيق . إنما هو وقفة تأمل عميقة في رحلة خمسين عامًا صنعت فيها المرأة الإماراتية بصمتها في التاريخ ، وأعادت رسم ملامح الهوية ، لا بالكلمات المنمقة ولا بالشعارات البرّاقة ، بل بالفعل ، بالسلوك ، وبالعطاء الصادق الذي لا ينضب .

وهنا لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال عند أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” ، رفيقة درب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” . لقد كانت وما زالت رمزًا للعطاء ، وراعية لمسيرة المرأة ، ومُلهمة الأجيال بقوتها وحنكتها وإيمانها بأن المرأة شريك حقيقي في بناء الوطن .

لقد قدّمت سموها نموذجًا عالميًا نادرًا ، تجاوز حدود الإمارات ليصل إلى الخليج والعالم العربي والدولي ، حتى أصبحت مدرسة في القيادة الإنسانية ، وصورة مشرقة للنجاح والتحدي والعطاء اللامحدود .

جوهر المناسبة

الاحتفال هذا العام يتزامن مع مرور خمسين عامًا على تأسيس الاتحاد النسائي العام ، المؤسسة التي قادتها أم الإمارات بحكمة ورؤية ، لتكون منارة لتمكين المرأة وتعزيز مكانتها . ومن خلالها أعدنا صياغة مفهوم المرأة ، ليس كعنصر تابع ، بل كركيزة حضارية وأخلاقية وعلمية .

المرأة الإماراتية : صورة حضارية لا تشبه أحدًا

بفضل الدعم المستمر من سمو الشيخة فاطمة ، لم تعد المرأة الإماراتية مجرد مشاركة صامتة ، بل أصبحت قائدة ، ووزيرة ، وطبيبة ، ومخترعة ، وعضوًا مؤثرًا في المحافل الدولية .

كل ذلك لم يأتِ على حساب الهوية أو الأخلاق أو القيم ، بل جاء متسقًا مع الحشمة والأصالة والقوة السلوكية التي تُميز المرأة الإماراتية .

الدروس التي يجب أن نستخلصها 

  1. ليست المناسبة للزينة أو الشهرة : فالمرأة الإماراتية لا تحتاج إلى تكريمات شكلية ، بل إلى تمكين يعكس قيمها وهويتها .

  2. الأهمية في إعادة بناء المشهد السلوكي : أن تظهر المرأة الإماراتية كما أرادتها أم الإمارات – قدوة في الأخلاق والعلم والعطاء .

  3. العلم والعطاء أساس الوجود : نصف قرن من التعليم والتمكين جعلها نموذجًا عالميًا للمرأة القادرة على التغيير .

  4. الحفاظ على الهوية خط الدفاع الأول : الدعم الكبير من القيادة وأم الإمارات جعل المرأة الإماراتية تعيش الانفتاح دون أن تفقد أصالتها .

ما بين الماضي والمستقبل

قبل خمسين عامًا ، كانت الخطوة الأولى صعبة ، لكن بفضل رؤية المغفور له الشيخ زايد ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، صار الطريق معبّدًا . واليوم ، وبعد خمسين عامًا ، نجد أنفسنا أمام أجيال من النساء الإماراتيات اللواتي يُكملن المسيرة بثبات ، يحملن رسالة الوطن ، ويثبتن للعالم أن الأصالة والحداثة يمكن أن تلتقيا في امرأة واحدة هي : “المرأة السنافية” .

دعوة صريحة لإعادة المشهد الحضاري

يوم المرأة الإماراتية ليس احتفالًا مكررًا ، ولا مناسبة لالتقاط الصور وتوزيع الدروع . إنه موعد مع الذاكرة والهويــــــــة ، مع الأخلاق والقيم التي صنعتنا ، ومع رؤية أم الإمارات التي أعطت بلا حدود لتبقى المرأة الإماراتية عنوانًا للأصالة والتقدم معًا .

وإن شعار هذا العام : “يدًا بيد . . نحتفي بالخمسين” ، يجب أن يكون دعوة صريحة لإعادة رسم صورة المرأة الإماراتية في المشهد الحضاري :

امرأة سنافية ، أصيلة ، متعلمة ، مؤثرة ، تقود بخطوات ثابتة ، وتُعلّم الأجيال أن التقدم لا يعني أن نفقد أنفسنا ، وقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا ، بل أن نكتشفها من جديد . “يدًا بيد … نحتفي بالخمسين ، ونكتب فصولًا جديدة من قصة لا تنتهي .”

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin

مقالات

يدًا بيد نحتفي بالخمسين – يوم المرأة الإماراتية بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
خارطة الإصرار .. كيف تصنع طريقك وسط العواصف بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
بوصلة الأسرة الحديثة .. كيف نعيد التوازن في زمن الشتات بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
رسائل لابني وابنتي .. بقلم المستشارة هبة محمد عبد الرحمن
الصمت ليس حلاً . . حين يكون الكلام إنقاذًا لا مواجهة بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
Slider

الأخبار

بوسيتيف مايند للتدريب المهني والإداري – أحد أفضل مراكز التدريب في دبي
بوسيتيف مايند تطلق منصاتها للاستشارات الشخصية والمهنية والهندسية
جامعة أم القيوين وبوسيتيف مايند يوقعان اتفاقية تعاون مشترك
المجلس الرمضاني الأثر المستدام للوالد المؤسس بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني
Slider

الرسائل الإيجابية

علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
Slider