WhatsApp Image 2025-08-05 at 7.42.16 PM

الصمت ليس حلاً . . حين يكون الكلام إنقاذًا لا مواجهة بقلم المستشارة سلوى آل رحمه

 

الصمت ليس حلاً

حين يكون الكلام تقليصًا لا مواجهة – بقلم المستشارة سلوى آل رحمة

الصوت الداخلي هو الهمس الخفي الذي ينقذك حين يثقل عليك الصمت ، هو البوح الذي لا يُقال ، لكنه يرممك من الداخل ، هو لحظة صدق مع الذات ، تذكرك أن الشجاعة لا تكون دائمًا في المواجهة ، بل في الاعتراف بأنك تتألم وتحتاج أن تُفهم . إن أعمق التحولات تبدأ من كلمة تقال في الوقت الصحيح ، من قرار صغير بأن لا تساوم على صوتك . . ولا على سلامك .


في زحمة الضغوط اليومية ، وفي ظل ثقافات تربّت على كبت المشاعر وتقديس الصبر المبالغ فيه ، ينمو في داخلنا صمتٌ ثقيل لا يُرى ، لكنه يُشعر ، يُتراكم ، يُتضخم … حتى ينفجر .
كم من الأشخاص نعرفهم يبتسمون طوال اليوم ، ويضحكون في الجلسات ، لكنهم ينهارون في صمت عندما يُغلق الباب ؟ كم من موظف صامت قرر ترك وظيفته لأنه لم يُسمع ؟ وكم من زوجة اختارت الانفصال لأنها تعبت من شرح مشاعرها لشخص لا يسمع ؟ وكم من ابن ضاع ، فقط لأنه لم يجد من يستقبل كلماته دون حكم أو استهزاء ؟

متى يتحوّل الصمت من هدوء إلى مرض ؟

الصمت مهارة أحيانًا ، نعم . هو حكمة في لحظة غضب ، ووقار في زمن الصخب ، لكنه حين يستمر بلا سبب ظاهر … يتحوّل إلى استنزاف . الإنسان لا يُخلق ليكون صامتًا دومًا. نحتاج إلى أن نُسمَع، نُفهَم، نُحتَضَن. وحين نُمنع من ذلك ، أو نمنع أنفسنا تحت شعار “ما في فايدة” أو “ليش أشرح ؟ محد راح يفهم” فإننا نقتل في داخلنا صوتنا الداخلي ، ذاك الصوت الذي يحمينا من الانهيار .

لماذا نصمت ؟ الأسباب أكثر مما نتصور

  • لأننا خُذلنا سابقًا .
  • لأننا لم نُربَّى على التعبير ، بل على الصبر والتحمل .
  • لأن المجتمع أحيانًا يستهزئ بمن يشتكي ، ويصفه بالضعيف أو المبالغ .
  • لأننا نُحب من حولنا ، فنخشى أن نجرحهم بكلامنا .
    لكن الحقيقة المُرّة ؟ أن الصمت لا يحميهم ، بل يبعدنا عنهم أكثر . وأن من نصمت لأجله اليوم … قد نصير غرباء عنه غدًا .

الصمت في العلاقات … بداية النهاية

في العلاقات الزوجية مثلًا ، يبدأ الانفصال العاطفي ليس بالخيانة أو الخلاف … بل بالصمت . عندما تتوقف عن السؤال : “كيف كان يومك ؟” ، أو عن قول : “تؤلمني هذه الكلمة منك” ، يبدأ الجدار يرتفع . وفي البيوت ، حين لا يجد الطفل مساحة ليعبر عن خوفه أو فشله أو حتى فضوله ، يبحث عن بدائل خارجية ، قد تكون لعبة ، أو رفيق سوء ، أو عزلة رقمية تبتلعه بهدوء . الصمت ليس فقط انعدام الحوار … بل هو انعدام الأمان العاطفي .

ورشة “الصمت ليس حلاً”: حين نطقت القلوب

حين بدأنا الورشة ، طلبتُ من الحضور أن يكتبوا على ورقة واحدة فقط : “شيء واحد صمتُّ عنه طويلًا ، وأثر فيّ .” ثم طلبت منهم تمزيق الورقة … لكنهم لم يفعلوا . جلسوا يقرؤونها ، يبكون ، يضحكون بمرارة . سيدة تحدثت عن صمتها لأكثر من عشرين عامًا عن أذى تعرضت له ، فقط لأنها خافت من نظرة المجتمع . شاب تحدث عن محاولته الانتحار لأنه لم يجد من يستمع له دون أحكام . كان في القاعة أكثر من عشرين صوتًا مكبوتًا… وكل صوت منهم ، حكاية كاملة من الألم .

الكلام شجاعة … لا ضعف

أن تتحدث لا يعني أنك تشتكي ، ولا يعني أنك سلبي ، أو غير ممتن . أن تتحدث يعني أنك إنسان ، تشعر ، تتفاعل ، تتألم ، وتريد أن تُفهَم .
الكلام هو بوابتك إلى الشفاء ، إلى إعادة ضبط العلاقة مع نفسك ومع من حولك . وإن كنا نخاف من الحديث لأننا لا نعرف كيف … فالورشة علمتنا : أن التعبير مهارة تُكتسب ، وليست طباعًا نُولَد بها فقط .

مساحة آمنة للكلام : الحلم الذي يستحق العمل عليه

نحتاج في حياتنا اليومية إلى خلق مساحات آمنة للكلام :

  • في بيوتنا : أن يشعر كل فرد أن كلامه مسموع دون استهزاء .
  • في العمل : أن تكون هناك مساحة للتعبير دون خوف من فقدان الوظيفة .
  • في العلاقات : أن يكون الكلام جسراً، لا سلاحًا .
    والأهم : أن نكون نحن ، أول من نمنح أنفسنا هذا الحق .

إعادة بناء الصوت الداخلي

من صمت طويل يولد صوت صغير في الداخل … يبدأ بسؤال : “هل يحق لي أن أقول ؟” ، ثم يكبر إلى : “أنا أستحق أن أُسمَع .” وهذه هي نقطة التحول الحقيقية . حين يتوقف الإنسان عن تبرير صمته ، ويبدأ في تدريب صوته . الصوت الذي يقول : “كفى تجاهلاً” ، و”هذا الشيء يزعجني” ، و”أنا لست بخير … وأحتاج دعمًا .”

الصمت ليس نضجًا دائمًا … بل خطر حين يُطيل البقاء

حين يصبح الصمت هو ردك على كل شيء ، تبدأ بفقدان العلاقة مع نفسك . لا تعود تميّز ما تريده فعلًا ، وما فرضه الصمت عليك . وحين تُسأل : “ما بك ؟”، لا تجد جوابًا … لأنك نسيت كيف تصيغ مشاعرك بالكلمات . في تلك اللحظة ، لا تكون ناضجًا … بل ضائعًا .


إذا شعرت أن هذا المقال يلامسك، فهناك تجربة كاملة بانتظارك…
ورشة تفاعلية بعنوان: « الصمت ليس حلًا : استعادة الصوت الداخلي في العلاقات والمواقف» .
مليئة بالقصص الواقعية ، التمارين ، واللحظات الصادقة التي قد تعيدك إلى نفسك .
  شاهدها كاملة : https://youtu.be/7CN6DF5yhEI

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin

مقالات

يدًا بيد نحتفي بالخمسين – يوم المرأة الإماراتية بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
خارطة الإصرار .. كيف تصنع طريقك وسط العواصف بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
بوصلة الأسرة الحديثة .. كيف نعيد التوازن في زمن الشتات بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
رسائل لابني وابنتي .. بقلم المستشارة هبة محمد عبد الرحمن
الصمت ليس حلاً . . حين يكون الكلام إنقاذًا لا مواجهة بقلم المستشارة سلوى آل رحمه
Slider

الأخبار

بوسيتيف مايند للتدريب المهني والإداري – أحد أفضل مراكز التدريب في دبي
بوسيتيف مايند تطلق منصاتها للاستشارات الشخصية والمهنية والهندسية
جامعة أم القيوين وبوسيتيف مايند يوقعان اتفاقية تعاون مشترك
المجلس الرمضاني الأثر المستدام للوالد المؤسس بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني
Slider

الرسائل الإيجابية

علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
علمني التدريب
Slider